كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


عمرو بن الحمق رضي الله عنه

قال العجلي‏:‏ لم يرو عنه غير حديثين

37289- عن عمرو بن الحمق أنه سقى رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنا، فقال‏:‏ اللهم‏!‏ متعه بشبابه، فمرت عليه ثمانون سنة لم ير شعرة بيضاء‏.‏

البغوي والديلمي، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

37290- عن الأجلح بن عبد الله الكندي قال‏:‏ سمعت زيد بن علي وعبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبد الله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك من أهله، وسمعته أيضا من غيرهم فذكرهم وذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعي، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له‏:‏ يا عمرو‏!‏ أتحب أن أريك آية الجنة‏.‏ قال‏:‏ يا رسول الله‏!‏ فمر علي، فقال‏:‏ هذا وقومه آية الجنة‏.‏ فلما قتل عثمان وبايع الناس عليا لزمه فكان معه حتى أصيب، ثم كتب معاوية في طلبه وبعث من يأتيه به‏.‏ قال الأجلح‏:‏ فحدثني عمران بن سعيد البجلي وكان مؤاخيا لعمرو بن الحمق أنه خرج معه حين طلب فقال لي، يا فارعة‏!‏ إن القوم قاتلي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أن الجن والإنس يشترك في دمي، وقال لي‏:‏ يا عمرو‏!‏ إن آمنك رجل على دمه فلا تقتله فتلقى الله بوجه غادر، قال رفاعة‏:‏ فما أتم حديثه حتى رأيت أعنة الخيل فودعته وواثبته حية فلسعته، وأدركوه فاحتزوا رأسه، فكان أول رأس أهدر في الإسلام‏.‏

‏(‏كر‏)‏ ‏(‏ترجم له ابن حجر في الإصابة ‏(‏2/533‏)‏ وله صحبة وذكر قصة في فضل علي‏.‏ وسنده ضعيف‏.‏ وتوفي سنة 63 في وقعة الحرة‏.‏ ص‏)‏‏.‏

37291- عن عبد الله بن أبي رافع أن معاوية طلب عمرو بن الحمق ليقتله فهرب منه نحو الجزيرة ومعه رجل من أصحاب علي يقال له زاهر، فلما نزلا الوادي نهشت عمرا حية من جوف الليل فأصبح منتفخا، فقال لزاهر‏:‏ تنح عني فإن خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبرني أنه سيشترك في دمي الإنس والجن ولا بد لي من أن أقتل فقد أصابتني بلية الجن بهذا الوادي، فبينما هما على ذلك إذ رأيا نواصي الخيل في طلبه، فأمر زاهرا أن يتغيب، قال‏:‏ فإذا قتلت فإنهم يأخذون رأسي فارجع إلى جسدي فادفنه، فقال له زاهر‏:‏ بل أنثر نبلي ثم أرميهم حتى إذا فنيت نبلي قتلت معك، قال‏:‏ لا، ولكني سأزودك مني ما ينفعك الله به فاسمع مني آية الجنة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلامتهم علي بن أبي طالب، وتوارى زاهر فأقبل القوم فنظروا إلى عمرو فنزل إليه رجل منهم آدم فقطع رأسه، وكان أول رأس في الإسلام نصب في الناس، وخرج زاهر إليه فدفنه‏.‏

‏(‏كر‏)‏ ‏(‏قال ابن حجر في الإصابة ‏(‏2/533‏)‏ الحديث سنده جيد إلى أبي إسحاق السبيعي‏.‏ ص‏)‏‏.‏

عمرو بن خبيب بن عبد شمس رضي الله عنه

37292- ‏{‏مسند ثعلبة بن عبد الرحمن بن ثعلبة الأنصاري‏}‏ عن أبيه أن عمرو بن خبيب بن عبد شمس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله‏!‏ إني سرقت جملا لبني فلان‏!‏ فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا‏:‏ إنا افتقدنا جملا لنا، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فقطعت يده، قال ثعلبة‏:‏ أنا أنظر إليه حين وقعت يده وهو يقول‏:‏ الحمد لله الذي طهرني منك، أردت أن تدخلي جسدي النار‏.‏

الحسن بن سفيان وابن منده، ‏(‏طب‏)‏ وأبو نعيم‏.‏

عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه

37293- عن عمرو بن مرة الجهني قال‏:‏ خرجنا حجاجا في الجاهلية في جماعة من قومي فرأيت في المنام وأنا بمكة نورا ساطعا من الكعبة حتى أضاء لي جبل يثرب وأشعر جهينة، وسمعت صوتا في النور وهو يقول‏:‏ انقشعت الظلماء، وسطع الضياء، وبعث خاتم الأنبياء‏!‏ ثم أضاء لي إضاءة أخرى حتى نظرت إلى قصور الحيرة وأبيض المدائن، وسمعت صوتا في النور وهو يقول‏:‏ ظهر الإسلام، وكسرت الأصنام، ووصلت الأرحام، فانتبهت فزعا فقلت لقومي‏:‏ والله ليحدثن في هذا الحي من قريش حدث، فأخبرتهم بما رأيت، فلما انتهيت إلى بلادنا جاء الخبر أن رجلا يقال له أحمد قد بعث، فخرجت حتى أتيته وأخبرته بما رأيت، فقال‏:‏ يا عمرو بن مرة‏!‏ أنا النبي المرسل إلى العباد كافة، أدعوهم إلى الإسلام، وآمرهم بحقن الدماء وصلة الأرحام، وعبادة الله وحده ورفض الأصنام، وبحج البيت وصيام شهر رمضان من اثني عشر شهرا، فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار‏!‏ فآمن يا عمرو يؤمنك الله من هول جهنم، فقلت‏:‏ أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام، وإن رغم ذلك كثير من الأقوام، ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به، وكان لنا صنم وكان أبي سادنه، فقمت إليه فكسرته ثم لحقت بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنا أقول‏:‏

شهدت بأن الله حق وإنني*‏.‏* لآلهة الأحجار أول تارك

وشمرت عن ساقي الإزار مهاجرا*‏.‏* أجوب إليك الوعث بعد الدكادك

لأصحب خير الناس نفسا ووالدا*‏.‏* رسول مليك الناس فوق الحبائك

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ مرحبا بك يا عمرو‏!‏ فقلت‏:‏ بأبي أنت وأمي‏!‏ ابعث بي إلى قومي لعل الله أن يمن بي عليهم كما من بك علي، فبعثني فقال‏:‏ عليك بالرفق والقول السديد ولا تكن فظا ولا متكبرا ولا حسودا، فأتيت قومي فقلت‏:‏ يا بني رفاعة‏!‏ بل يا معشر جهينة‏!‏ إني رسول رسول الله إليكم أدعوكم إلى الإسلام، وآمركم بحقن الدماء وصلة الأرحام، وعبادة الله وحده ورفض الأصنام، وبحج البيت وصيام شهر رمضان شهر من اثني عشر شهرا، فمن أجاب فله الجنة ومن عصى فله النار، يا معشر جهينة‏!‏ إن الله جعلكم خيار من أنتم منه، وبغض إليكم في جاهليتكم ما حبب إلى غيركم من العرب، فإنهم كانوا يجمعون بين الأختين، والغزاة في الشهر الحرام، ويخلف الرجل على امرأة أبيه، فأجيبوا هذا النبي المرسل من بني لؤي بن غالب تنالوا شرف الدنيا وكرامة الآخرة، فما جاءني إلا رجل منهم فقال‏:‏ يا عمرو بن مرة‏!‏ أمر الله عيشك‏!‏ أتأمرنا برفض آلهتنا وأن نفرق جمعنا وأن تخالف دين آبائنا الشيم العلى إلى ما يدعونا إليه هذا القرشي من أهل تهامة‏؟‏ لا حبا ولا كرامة، ثم أنشأ الخبيث يقول‏:‏

إن ابن مرة قد أتى بمقالة*‏.‏* ليست مقالة من يريد صلاحا

إني لأحسب قوله وفعاله*‏.‏* يوما وإن طال الزمان ذباحا

ليسفه الأشياخ ممن قد مضى*‏.‏* من رام ذلك لا أصاب فلاحا

فقال عمرو‏:‏ الكاذب مني ومنك أمر الله عيشه وأبكم لسانه وأكمه إنسانه‏!‏ قال‏:‏ فوالله ما مات حتى سقط فوه وعمي وخرف وكان لا يجد طعم الطعام، فخرج عمرو بمن أسلم من قومه حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فحياهم ورحب بهم وكتب لهم كتابا هذه نسخته‏:‏ ‏(‏بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب أمان من الله العزيز على لسان رسوله بحق صادق وكتاب ناطق مع عمرو بن مرة لجهينة بن زيد، إن لكم بطون الأرض وسهولها وتلاع الأودية وظهورها على أن ترعوا نباتها وتشربوا ماءها، على أن تؤدوا الخمس وتصلوا الخمس، وفي الغنيمة والصريمة شاتان إذا اجتمعتا، فإن فرقتا فشاة شاة، ليس على أهل المثيرة ‏(‏المثيرة‏:‏ هي بقر الحرث، لأنها تثير الأرض‏.‏ النهاية 1/229، ب‏)‏ صدقة ولا على الواردة لبقة، والله شهيد على ما بيننا ومن حضر من المسلمين‏.‏

كتاب قيس بن شماس، الروياني، ‏(‏كر‏)‏ ‏(‏ترجم له ابن حجر في الإصابة ‏(‏3/15‏)‏ وتوفي في خلافة الملك بن مروان‏.‏ ص‏)‏‏.‏*عمرو الطائي رضي الله عنه

37294- ‏{‏مسنده‏}‏ قال تمام أنا أبو الحسن عمرو بن عتبة بن عمارة بن يحيى بن عبد الحميد بن يحيى بن عبد الحميد بن محمد بن عمرو بن عبد الله بن رافع بن عمرو الطائي بقرية حجرا إملاء في المحرم سنة خمسين وثلاثمائة، وزعم أن له مائة وعشرين سنة حدثني عم أبي السلم بن يحيى ابن عبد الحميد الطائي عن أبيه حدثني أبي عن أبيه عن محمد بن عمرو بن عبد الله عن أبيه عن جده حدثني أبي رافع بن عمرو عن أبيه عمرو الطائي أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه معه على البساط وأسلم وحسن إسلامه ورجع إلى قومه فأسلموا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

عباس بن عبد المطلب رضي الله عنه ‏(‏ترجم له الإمام الحاكم في المستدرك ‏(‏3/331‏)‏ ترجمة ممتعة واسعة فقال‏:‏ العباس بن عبد المطلب توفي سنة 32 في خلافة عثمان بن عفان ودفن بالبقيع وذكر الحديث الوارد فقال الذهبي‏:‏ ليسوا بمعتمدين‏.‏ ص‏)‏

37295- عن أسلم أن عمر بن الخطاب قال للعباس بن عبد المطلب‏:‏ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نزيد في المسجد ودارك قريبة من المسجد فأعطناها نزدها في المسجد وأقطع لك أوسع منها قال‏:‏ لا أفعل، قال‏:‏ إذن أغلبك عليها، قال‏:‏ ليس ذاك لك، فاجعل بيني وبينك من يقضي بالحق، قال‏:‏ ومن هو‏؟‏ قال‏:‏ حذيفة بن اليمان، فجاؤوا إلى حذيفة فقصوا عليه، فقال حذيفة‏:‏ عندي في هذا خبر، قال‏:‏ وما ذاك‏؟‏ قال‏:‏ إن داود عليه السلام أراد أن يزيد في بيت المقدس وقد كان بيت قريب من المسجد ليتيم، فطلب إليه فأبى، فأراد داود أن يأخذها منه، فأوحى الله إليه أن أنزه البيوت عن الظلم لبيتي، فتركه، فقال له العباس‏:‏ فبقي شيء‏؟‏ قال‏:‏ لا، فدخل المسجد فإذا ميراث للعباس شارع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيل ماء المطر منه في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر بيده فقلع الميزاب فقال‏:‏ هذا الميزاب لا يسيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له العباس‏:‏ والذي بعث محمدا بالحق‏!‏ إنه هو الذي وضع هذا الميزاب في هذا المكان ونزعته أنت يا عمر‏!‏ فقال عمر‏:‏ ضع رجليك على عنقي لنرده إلى ما كان، ففعل ذلك العباس ثم قال العباس‏:‏ قد أعطيتك الدار تزيدها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فزادها عمر في المسجد، ثم قطع للعباس دارا أوسع منها بالزوراء‏.‏

‏(‏ك، كر‏)‏ وأورد ‏(‏ك، ق‏)‏ له شاهدا‏.‏

37296- عن سعيد بن المسيب‏:‏ أن عمر لما أراد أن يزيد - قال فذكر الحديث بنحوه وتمامه عند ‏(‏خط‏)‏ في المتفق، ‏(‏كر‏)‏ في المسجد أراد أن يأخذ من العباس داره، فقال‏:‏ لا أبيعها‏.‏ قال‏:‏ إذن آخذها منك، قال‏:‏ ليس ذاك لك، قال‏:‏ فاجعل بيني وبينك أبي بن كعب، فجعل بينهما فقضى بها للعباس، قال‏:‏ أما إذا قضيت بها لي فهي للمسلمين صدقة‏.‏

37297- عن أنس أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال؛ اللهم‏!‏ إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبينا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا فاسقنا، فيسقون‏.‏

‏(‏خ‏)‏ وابن سعد وابن خزيمة وأبو عوانة، ‏(‏حب، طب، ق‏)‏‏.‏

37298- عن ابن عمر قال‏:‏ استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب فقال‏:‏ اللهم‏!‏ هذا عم نبيك صلى الله عليه وسلم نتوجه إليك به فاسقنا، فما برحوا حتى سقاهم الله، فخطب عمر الناس فقال‏:‏ أيها الناس‏!‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد لوالده يعظمه ويفخمه ويبر قسمه، فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله عز وجل فيما نزل بكم‏.‏

‏(‏ك‏)‏ والبانياسي في جزئه، ‏(‏كر‏)‏ وابن النجار‏.‏

37299- عن عبد الله بن عباس قال‏:‏ كان للعباس ميزاب على طريق عمر فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد كان ذبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب صب فيه من دم الفرخين فأصاب عمر، فأمر عمر بقلعه ثم رجع فطرح ثيابه ولبس غيرها ثم جاء فصلى بالناس، فأتاه العباس فقال‏:‏ والله إنه للموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏!‏ فقال عمر للعباس‏:‏ عزمت عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم‏!‏ ففعل ذلك العباس‏.‏

ابن سعد، ‏(‏حم، كر‏)‏‏.‏

37300- عن سالم أبي النضر قال‏:‏ لما كثر المسلمون في عهد عمر ضاق بهم المسجد فاشترى عمر ما حول المسجد من الدور إلا دار العباس بن عبد المطلب وحجر أمهات المؤمنين، فقال عمر للعباس‏:‏ يا أبا الفضل‏!‏ إن مسجد المسلمين قد ضاق بهم وقد ابتعت ما حوله من المنازل نوسع به على المسلمين في مسجدهم إلا دارك وحجر أمهات المؤمنين، فأما حجر أمهات المؤمنين فلا سبيل إليها، وأما دارك فبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين أوسع بها في مسجدهم‏!‏ فقال العباس‏:‏ ما كنت لأفعل، قال فقال له عمر‏:‏ اختر مني إحدى ثلاث‏:‏ إما أن تبعنيها بما شئت من بيت مال المسلمين‏.‏ وإما أن أخطك حيث شئت من المدينة وأبنيها لك من بيت مال المسلمين، وإما أن تصدق بها على المسلمين فتوسع بها في مسجدهم، فقال‏:‏ لا ولا واحدة منها، فقال عمر‏:‏ اجعل بيني وبينك من شئت، فقال أبي بن كعب، فانطلقا إلى أبي فقصا عليه القصة، فقال أبي إن شئتما حدثتكما بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏!‏ فقالا‏:‏ حدثنا‏!‏

فقال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ إن الله أوحى إلى داود أن ابن لي بيتا أذكر فيه، فخط له هذه الخطة بيت المقدس فإذا تربيعها يزريه بيت رجل من بني إسرائيل فسأله داود أن يبيعه إياه فأبى فحدث داود نفسه أن يأخذه منه فأوحى الله إليه‏:‏ يا داود‏!‏ أمرتك أن تبني لي بيتا أذكر فيه فأردت أن تدخل في بيتي الغصب وليس من شأني الغصب وإن عقوبتك أن لا تبنيه؛ قال‏:‏ يا رب‏!‏ فمن ولدي‏؟‏ قال‏:‏ من ولدك‏؟‏ فأخذ عمر بمجامع ثياب أبي بن كعب وقال‏:‏ جئتك بشيء فجئت بما هو أشد منه لتخرجن مما قلت، فجاء يقوده حتى أدخله المسجد فأوقفه على حلقة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أبو ذر‏:‏ فقال‏:‏ إني نشدت الله رجلا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر حديث بيت المقدس حين أمر الله داود أن يبنيه إلا ذكره‏!‏ فقال أبو ذر‏:‏ أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال آخر‏:‏ أنا سمعته وقال آخر‏:‏ أنا سمعته يعني من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فأرسل أبيا، قال وأقبل أبي على عمر فقال‏:‏ يا عمر‏!‏ أتتهمني على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال عمر‏:‏ يا أبا المنذر‏!‏ لا والله ما اتهمتك عليه ولكني كرهت أن يكون الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير ظاهر، وقال عمر للعباس‏:‏ اذهب فلا أعرض لك في دارك‏!‏ فقال العباس‏:‏ أما إذا فعلت هذا فأنا قد تصدقت بها على المسلمين أوسع بها عليهم في مسجدهم، فأما وأنت تخاصمني فلا، فخط عمر له داره التي هي له اليوم، وبناها من بيت مال المسلمين‏.‏

ابن سعد، ‏(‏كر‏)‏ وسنده صحيح إلا أن سالما أبا النضر لم يدرك عمر‏.‏

37301- عن ابن عباس قال‏:‏ كانت للعباس بن عبد المطلب دار بالمدينة إلى جنب المسجد فقال‏:‏ هبها لي أو بعنيها حتى أدخلها في المسجد، فأبى، قال‏:‏ فاجعل بيني وبينك رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلا أبي بن كعب بينهما، قال فقضى أبي على عمر‏:‏ قال فقال عمر‏:‏ ما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا أجرأ علي من أبي قال‏:‏ أو أنصح لك مني يا أمير المؤمنين‏!‏ أما علمت قصة المرأة أن داود لما بني بيت المقدس أدخل فيه بيت امرأة بغير إذنها فلما بلغ حجر الرجال منع بناءه فقال‏:‏ أي رب إذ منعتني بناءه فاجعله من عقبي من بعدي، فلما كان بعد قال له العباس‏:‏ أليس قد قضيت لي بها‏؟‏ قال‏:‏ بلى، قال‏؟‏ فهي لك قد جعلتها لله‏.‏

ابن سعد ويعقوب بن سفيان، ‏(‏ق، كر‏)‏ وسنده حسن‏.‏

37302- عن أبي جعفر محمد بن علي أن العباس جاء إلى عمر فقال له، إن النبي صلى الله عليه وسلم أقطعني البحرين، قال‏:‏ من يعلم ذلك‏؟‏ قال‏:‏ المغيرة بن شعبة، فجاء به فشهد له، قال فلم يمض له عمر ذاك كأنه لم يقبل شهادته، فأغلظ العباس لعمر‏.‏ فقال عمر‏:‏ يا عبد الله‏!‏ خذ بيد أبيك، وقال عمر‏:‏ والله يا أبا الفضل لأنا بإسلامك كنت أسر مني بإسلام الخطاب لو أسلم لمرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ابن سعد وابن راهويه‏.‏

37303- عن موسى بن عمر قال‏:‏ أصاب الناس قحط فخرج عمر بن الخطاب يستسقي فأخذ بيد العباس فاستقبل به القبلة فقال‏:‏ هذا عم نبيك جئنا نتوسل به إليك فاسقنا، قال فما رجعوا حتى سقوا‏.‏

ابن سعد‏.‏

37304- عن عبد الرحمن بن حاطب قال‏:‏ رأيت عمر آخذا بيد العباس فقام به فقال‏:‏ اللهم‏!‏ إنا نستشفع بعم رسولك صلى الله عليه وسلم إليك‏.‏

ابن سعد‏.‏

37305- عن الأحنف بن قيس قال سمعت عمر بن الخطاب يقول‏:‏ إن قريشا رؤوس الناس، لا يدخل أحد منهم في باب إلا دخل معه فيه طائفة من الناس، فلم أدر ما تأويل قوله في ذا حتى طعن، فلما احتضر أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، وأمر أن يجعل للناس طعام فيطعموا حتى يستخلفوا إنسانا، فلما رجعوا من الجنازة جيء بالطعام ووضعت الموائد، فأمسك الناس عنها للحزن الذي هم فيه، فقال العباس عبد النطلب‏:‏ أيها الناس‏!‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فأكلنا بعده وشربنا ومات أبو بكر فأكلنا بعده وشربنا وإنه لا بد من الأجل فكلوا من هذا الطعام، ثم مد العباس يده فأكل ومد الناس أيديهم فأكلوا، فعرفت قول عمر إنهم رؤوس الناس‏.‏

ابن سعد وابن منيع وأبو بكر في الغيلانيات، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

37306- عن عامر الشعبي أن العباس تحفى ‏(‏تحفى‏:‏ يقال؛ أحفى فلان بصاحبه وحفي به، وتحفى‏:‏ أي بالغ في عزه والسؤال عن حاله‏.‏ النهاية 1/409‏)‏ عمر في بعض الأمر فقال له‏:‏ يا أمير المؤمنين‏!‏ أرأيت لو جاءك عم موسى مسلما ما كنت صانعا به‏؟‏ قال‏:‏ كنت والله محسنا إليه، قال‏:‏ فأنا عم محمد النبي‏!‏ قال‏:‏ وما رأيك يا أبا الفضل‏؟‏ فوالله لأبوك أحب إلي من أبي‏!‏ قال‏:‏ الله الله‏!‏ لأني كنت أعلم أنه أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي فإني أوثر حب رسول الله صلى الله عليه وسلم على حبي‏.‏

ابن سعد‏.‏

37307- عن الحسن قال‏:‏ بقي في بيت المال على عهد عمر شيء بعدما قسم بين الناس فقال العباس لعمر وللناس‏:‏ أرأيتم لو كان فيكم عم موسى أكنتم تكرمونه‏؟‏ قالوا‏:‏ نعم، قال‏:‏ فأنا أحق به، أنا عم نبيكم صلى الله عليه وسلم، فكلم عمر الناس فأعطوه تلك البقية التي بقيت‏.‏

ابن سعد، ‏(‏كر‏)‏‏.‏

37308- عن العباس بن عبد الله بن معبد قال‏:‏ لما دون عمر بن الخطاب الديوان كان أول من بدأ به في المدعي بني هاشم، ثم كان أول بني هاشم يدعى العباس بن عبد المطلب في ولاية عمر وعثمان‏.‏

ابن سعد‏.‏

37309- عن ابن العباس قال‏:‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس جلس أبو بكر عن يمينه، فأبصر أبو بكر العباس بن عبد المطلب يوما مقبلا فتنحى له عن مكانه ولم يره النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما نحاك يا أبا بكر‏؟‏ فقال‏:‏ هذا عمك يا رسول الله‏!‏ فسر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حتى رؤي ذلك في وجهه‏.‏

‏(‏كر‏)‏؛ ولم أر في سنده من تكلم فيه‏.‏

37310- عن ابن عباس أن رجلا وقع في قرابة للعباس كان في الجاهلية فلطمه العباس فجاء قومه فقالوا والله لنلطمنه كما لطمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ العباس مني وأنا منه، لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37311- عن ابن عباس أن رجلا وقع في أب للعباس كان في الجاهلية فلطمه العباس فجاء قومه فقالوا‏:‏ والله لنلطمنه كالطمه‏!‏ حتى لبسوا السلاح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فغضب فجاء فصعد المنبر فقال‏:‏ من أنا‏!‏ فقالوا‏:‏ أنت رسول الله، قال‏:‏ فإن عم الرجل صنو ‏(‏صنو‏:‏ الصنو‏:‏ المثل‏.‏ النهاية 3/57‏.‏ ب‏)‏ أبيه، لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا، فقالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ نعوذ بالله من غضبك فاستغفر لنا‏!‏ فاستغفر لهم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37312- عن ابن عباس أن رجلا من الأنصار وقع في العباس كان في الجاهلية‏.‏

‏(‏حم‏)‏‏.‏

37313- عن ابن عباس قال‏:‏ قال العباس‏:‏ يا رسول الله‏!‏ ما لنا في هذا الأمر‏؟‏ قال‏:‏ لي النبوة ولكم الخلافة، بكم يفتح هذا الأمر وبكم يختم، قال‏:‏ وقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس‏:‏ من أحبك نالته شفاعتي ومن أبغضك فلا نالته شفاعتي‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37314- عن ابن عباس قال‏:‏ لما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم الطائف خرج رجل من الحصن فاحتمل رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليدخله الحصن فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ من يستنقذه فله الجنة‏!‏ فقام العباس فمضى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ امض ومعك جبريل وميكائيل، فمضى فاحتملهما جميعا حتى وضعهما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37315- عن ابن عباس قال‏:‏ جاء العباس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت‏!‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا يبلغون الخير - أو قال‏:‏ الإيمان - حتى يحبوكم لله ولقرابتي، أترجو سليم وهم حي من مراد - شفاعتي ولا ترجوا بنو عبد المطلب شفاعتي‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37316- عن ابن عباس قال‏:‏ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى العباس يعوده فدخل عليه والعباس على سرير فأخذ بيد النبي صلى الله عليه وسلم فأقعده في مكانه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ رفعك الله يا عم‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37317- عن ابن عباس قال‏:‏ أمر النبي صلى الله عليه وسلم المهاجرين والأنصار أن يصفوا صفين ثم أخذ بيد علي وبيد العباس ثم مشى بينهم، ثم ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له علي‏:‏ مم ضحكت يا رسول الله‏؟‏ قال إن جبريل أخبرني أن الله باهى بالمهاجرين والأنصار أهل السماوات السبع، وباهى بك يا علي وبك يا عباس حملة العرش‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37318- ‏{‏أيضا‏}‏ عن الأعمش عن الضحاك عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37319- عن المهدي أمير المؤمنين حدثني أبي عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال‏:‏ والله‏!‏ لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لأراك الله من بني أمية‏!‏ ليكونن منا السفاح والمنصور والمهدي‏.‏

‏(‏كر‏)‏‏.‏

37320- عن إبراهيم بن سعيد حدثنا المأمون حدثنا الرشيد حدثنا المهدي حدثنا المنصور حدثنا محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله عن عبد الله بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للعباس‏:‏ إذا كان غداة يوم الإثنين فكن في منزلك حتى آتيك؛ فغدا عليه النبي صلى الله عليه وسلم ملاءة له من الكتان والقطن فأخذ بعضادتي الباب فقال‏:‏ هل فيكم غيركم‏؟‏ قالوا‏:‏ لا يا رسول الله إلا موالينا، قال‏:‏ موالي القوم منهم، فجمعنا إليه، فقال‏:‏ تدانوا، فشملنا بملاءته ثم قال‏:‏ اللهم‏!‏ هذا عمي وصنو أبي فاستره وولده من النار كستري إياهم بملاءتي هذه‏!‏ قال عبد الله بن عباس‏:‏ فوالله لقد أمن كل شيء حتى أسكفة ‏(‏أسكفه‏:‏ بضم الهمزة‏:‏ عتبته العليا وقد تستعمل في السفلى‏.‏ المصباح المنير 1/384‏.‏ ب‏)‏ الباب‏.‏

ابن النجار‏.‏